السلام عليكم و رحمة الله
متى تتنازل المرأة ؟ ولمن تتنازل؟
التنازل، التسامح، التساهل، مرادفات لمعنى واحد منقذ لسفينة الزوجية، وخاصة
عندما تهب عليها رياح شديدة، وأمواج عاصفة، وهنا يبدأ اختبار الحياة الزوجية
وامتحانها.
والبعض يفسر تنازل المرأة على أنه ضعف منها، ولكن عندما يتنازل الإنسان،
أو يضحي بشيء من أجل هدف أسمى وأهم فإنه في هذه الحالة لا يكون ضعيفا،
بل على العكس هو قوي بإرادته القوية التي جعلته يتنازل عن شيء مقابل تحقيق
نتيجة إيجابية.
وأمام هذه الصور المتعددة لتضحيات وتنازلات المرأة يجب على الرجل أن يقدرها
ويمتدح فيها هذه التضحيات، ولا يستغلها بشكل سلبي أو ينظر إليها على أنها
أضعف في شخصيتها.
وعندما تتنازل المرأة فهي تعلي قيمة المصلحة العامة للأسرة على مصلحتها الذاتية،
لأنها تعي جيداً أن أهم وظائفها هو الحفاظ على الكيان الأسري إيمانا بأهمية الأسرة،
كأساس للمجتمع وهي في أسرتها محور للتماسك والتضامن، وقادرة على تغيير كل
شيء للأصلح بدءاً من الزوج، وحتى الأبناء.
والإغضاء- هو إنكار للذات يقابله الأنانية، وهو إعلاء لقيمة الذات، أما الأنانية داخل
الأسرة فهي سبب كاف لفشلها وتفككها.
وقد يكون تنازل المرأة سلبيا إذا تم قهراً أو بالإجبار فيكون سيفا يقهر إرادتها ويرغمها
على القبول بشيء ما، لا يقبله الحر لنفسه مثلا أو لا يرضى به الشرع، وقد تكون المرأة
وقتها في حالة خوف يدفعها إلى التنازل، خوفاً من الموقف الذي تتعرض له، أو خوفاً
من المستقبل نفسه مما يترتب عليه اللوم لنفسها، فيؤثر ذلك على حالتها النفسية، ويفقدها
الرؤية الصائبة، والتفكير السليم للحياة، ولا يرتبط التنازل بضعف شخصيتها، أو قوتها،
فالمرأة التي تعمل على تحقيق التوافق في حياتها الأسرية شخصية طبيعية سوية.
وقد تكون المرأة طموحةً للغاية، ولديها المال والجاه الخ، لكن عدم تنازلها يصدمها بالواقع
وبذلك تكون ضعيفة الشخصية.. إذن فالأمر نسبي.
لكن التنازلات في الحياة الأسرية ارتبطت دائماً بشخصية المرأة،
فلماذا تتنازل المرأة دائماً؟
ومتى تقدم هذه التنازلات؟ ولمن ؟ وكيف يقدر الرجل منها ذلك؟
وما تأثير ذلك على شخصيتها؟ وأخيراً هل التنازل قوة للمرأة أم سيف مسلط يقهرها؟تحياتي
الحلــــم