نور الصباح المشرف العام
عدد الرسائل : 896 تاريخ التسجيل : 17/05/2008
| موضوع: رغيف مخلوط بـ الشعير .. حل مصري 100 % !! الأحد يونيو 22, 2008 5:10 pm | |
| رغيف مخلوط بـ الشعير .. حل مصري 100 % !!
نتائج أبحاث لفريق علمي بـ المركز القومي للبحوث
إنتاجنا من القمح لايتعدي6.50 مليون طن حاليا واحتياجاتنا لا تقل عن12 مليون طن, والأرقام مرشحة نحو التصاعد مع زيادة السكان, ولأن البديل المر الذي يكبد ميزانية الدولة الملايين سنويا حاليا هو استيراد القمح لسد الفجوة الغذائية, يصبح البحث عن حلول محلية لسد حاجتنا من رغيف الخبز قضية مصيرية..
يعد اقتراح خلط دقيق القمح بدقيق الذرة, الذي واجه صعوبات فنية, يأتي الحل الجديد هذه المرة من البحث العلمي.. وهو خبز القمح المخلوط بالشعير بنسبة25%, والذي أعطي نتائج جيدة توصل إليها فريق علمي بالمركز القومي للبحوث, حيث تم إنتاج رغيف خبر يقترب تماما من مواصفات الرغيف الحالي المصنوع من القمح فقط من حيث المذاق والجودة.
يقول الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث تم اختيار الشعير بالذات لسهولة زراعته بمصر وانخفاض تكاليف إنتاجه مقارنة بالذرة والقمح, حيث لاتحتاج زراعته إلي نفس الخدمات الزراعية والتكاليف التي يحتاجها القمح والذرة, مع قلة حاجته للماء, فضلا عن إمكانية استغلال مساحات واسعة من سواحلنا الشمالية لزراعته في أراض لاتحتاج إلي تجهيز مسبق, اعتمادا علي موسم الأمطار, كما أن استخدامه سيوفر لنا25% من استهلاكنا من القمح, فضلا عن أننا لن نكون بحاجة لاستيراده, وفوق كل هذا له فوائد صحية كثيرة..
هذه النتائج توصل إليها فريق بحثي من العلماء المتخصصين في علوم التغذية وبدأت قبل عدة أشهر ومازالت مستمرة, بهدف إعداد رغيف خبز بلدي بمواصفات عالية الجودة بخليط من القمح والشعير, بهدف الوصول إلي رغيف ذات قيمة غذائية مرتفعة مثل الرغيف العادي, ولكن بتكلفة اقل تعتمد علي وجود نسبة من دقيق الشعير.
وأضاف الدكتور هاني الناظر أن الدراسة مازالت تحت التجربة العلمية ولم تنته بعد, حيث تم إنتاج خبز بلدي باستبدال دقيق القمح استخلاص82% لدقيق الشعير من صنفي جيزة أحدهما معراه تقل فيه نسبة الطبقة السميكة التي تعلو حبة الشعير والآخر مغطي بمعني أنه يزداد فيها سمك الطبقة التي تغلف حبة الشعير, وذلك بنسب25% و50%و75%, وقد أوضحت النتائج المتحصل عليها أن أفضل نسب للإحلال هي25%, وذلك من دراسة الخواص التكنولوجية والحسيه للخبز الناتج, وتهدف خطوات البحث للوصول إلي مستوي من الرغيف يستساغ طعمه ولا تقل قيمته الغذائية عن الرغيف الذي يحتوي علي دقيق القمح بنسبة100%, وبعد انتهاء التجارب العملية سترفع نتائجها وتوصيتها العلمية إلي وزارة التضامن الاجتماعي لدراسة إمكانية تنفيذها وتوفير خبز لكل المصريين مخلوط من القمح بنسبة80% و20% شعير, أو75% إلي25%.
وأوضح الدكتور مجدي السيد رئيس شعبة بحوث الصناعات الغائية بالمركز إن جملة استهلاك الدولة12 مليون طن قمح تعطي بعد طحنها9.6 ملايين طن دقيق استخلاص80% لإنتاج رغيف خبز100% قمح, وبتصميم الرغيف المخلوط بالشعير سيقل استخدامنا من القمح إلي7.2 مليون طن دقيق قمح فقط, بمعني أنه سيتم توفير حوالي5 ملايين طن قمح, بنسبة75% تخلط مع2.4 مليون طن دقيق شعير بنسبة25% خاصة الشعير المعراة حيث ارتفاع نسبة الاستخلاص به
وفدان الشعير يعطي حوالي12-14 أردبا, بما يعادل2.1 طن شعير, وأن إجمالي المساحة المنزرعة بالشعير الآن حوالي نصف مليون فدان, أي أن الإنتاج حوالي مليون طن شعير, وفدان القمح يعطي18 أردب بمعدل2.7 طن قمح, والمساحة المزروعة قمحا تتراوح بين2-3 ملايين فدان, أي أن الإنتاج يتراوح بين5.4-7.1 مليون طن قمح, والمطلوب للتغلب علي مشكلة نقص القمح لسد الفجوة زراعة الشعير بمساحات لاتقل عن مليون فدان, كي نحصل علي نحو2.1 مليون طن شعير معراه بالاضافة إلي المساحة المزروعة الآن والمقدرة بنصف مليون فدان, حيث أن الشعير المنتج منها يوجه بالكامل لصناعة المشروبات.
جدير بالذكر إن الشعير محصول حبوب مهم عالميا ومحليا, ويحتل المركز الرابع من حيث الأهمية بعد القمح والذرة الشامية والأرز, ويستخدم كغذاء للإنسان والحيوان منذ أكثر من10 قرون, ولهذا المحصول صفات ينفرد بها عن باقي محاصيل الحبوب, وهي أنه يحتوي علي نسبه عالية من الألياف الغذائية خاصة مركب البيتاجلوكان ومركب ارابينواوكزايلان اللذين يتمتعان بخاصية خفض كولسترول الدم,
وفي المناطق الصحراوية الممطرة بمصر والتي لا يتوافر فيها المياه اللازمة لزراعة القمح يزرع البدو الشعير ويستخدمونه في غذائهم وعليقه لحيواناتهم, وتبلغ المساحة المزروعة نحو250-300 ألف فدان تبعا لكمية الأمطار الساقطة وتوزيعها خلال الموسم, ويزرع الشعير في مساحات محدودة بالأراضي القديمة التي يوجد بها مشاكل ملوحة بمياه الري أو التربة, وفي نهايات الترع التي لاتصلها كمية كافية من مياه الري, حيث تستغل هذه الأراضي في إنتاج الشعير وتبلغ إجمالي المساحة في تلك المناطق نحو80 ألف فدان, ويزرع بالأراضي الجديدة وهي أيضا إما رمليه فقيرة أو أراضي متأثرة بالملوحة وتعاني نقصا في مياه الري, ويبلغ إجمالي المساحة في تلك المناطق نحو120 ألف فدان, واهم الأصناف التي تزرع في مصر جيزة123 وجيزه125 وجيزة126 وجيزة127 وجيزة128 وجيزة.129
رغيف بلدي بمواصفات جديدة وأضاف الدكتور مجدي السيد أن هذه الأبحاث يتم إجراؤها عمليا من خلال خط متكامل لإنتاج الخبز البلدي بالمركز القومي للبحوث من خلال مركز التطوير التكنولوجي, والذي يوفر حاجة أعضائه يوميا من الخبز, بمعدل5 آلاف رغيف يوميا من الخبز الطباقي المدعم بسعر20 قرشا زنة140 جم وقطر22 سم, وقد نجحنا من خلال هذا الخط في تحسين مواصفات الرغيف البلدي بإضافة شرش اللبن الغني بالأملاح والفيتامينات وسكر اللاكتوز والبروتينات إليه, هذا الشرش الذي يشكل قيمة غذائية عالية كان يتم التخلص منه في مياه الصرف الصحي, مما كان يشكل عبئا علي البيئة, حيث يعادل كل100 كيلو جرام من الشرش فضلات45 شخصا, ويتم عجن الدقيق البلدي بالشرش بدلا من الماء, مما يعطي رغيف خبز عالي القيمة الغذائية, فضلا عن أنه يظل طازجا لمدة4 أيام, وهي تجربة يمكن نقلها في خطوط إنتاج الرغيف البلدي في الأفران البلدية, ونحن الآن بصدد تصميم نظام ميكنة لإنتاج الخبز البلدي آليا بالكامل.
الفوائد الصحية للشعير وتقول الدكتورة سهام مصطفي رئيس قسم الصناعات الغذائية ونائب رئيس الوحدة الإنتاجية أننا استفدنا في هذه التجارب من تجربة إضافة دقيق الذرة للقمح, وكان المقترح استخدام دقيق الشعير, وبدأنا بنسبة75% شعير والباقي من دقيق القمح, حتي توصلنا إلي أن أفضل نسب إضافة الشعير عند15% و20% و25% والنسب الباقية من دقيق القمح.وتضيف الدكتورة سهام مصطفي أن هناك فوائد صحية عديدة للشعير فهو مصدر جيد جدا للألياف والسيلينيوم والفوسفور والنحاس والماغنسيوم, وأنه يسهم في خفض الكولسترول في الدم ويقلل من مخاطر الإصابة بسرطان القولون, وله تأثير مضاد لتصلب الشرايين ويحمي من القصور في القلب, ويقلل من مخاطر النوع الثاني من السكر, ويحمي من سرطان الثدي للنساء خاصة بعد انقطاع الطمث, ويعمل علي تحسين الصحة العامة, ويقلل من آلام التهاب المفاصل لمرضي الروماتويد, ويساعد علي تحسين وإصلاح أنسجة الجسم.
ويوضح الدكتور أحمد محمد سعيد الأستاذ بقسم الصناعات الغذائية أن المشكلة في إضافة دقيق الذرة إلي القمح تمثلت في أن الذرة تحتاج إلي عملية جلتنة وهي تعني معاملته بهيدروكسيد الكالسيوم لمنع ظاهرة البيات, أي التجلد, وقال أن إنتاج رغيف خبز بمواصفات70% قمح و15% ذرة و15% شعير يمكن أن يوفر رغيف مصري عالي الجودة بمواصفات عالمية, مشيرا إلي ميزة إضافية للشعير هي أنه يظل في الأرض لمدة70 يوما, في حين تستغرق دورة القمح6 أشهر, وهناك نوعين من الشعير هما الشعير العاري وتعلوه قشرة رقيقة تعطي نسبة استخلاص عالية, وهو أفضل من النوع المغطي الذي تعلوه قشرة سميكة ويعطي نسبة استخلاص أقل للدقيق. | |
|