مستقبل لبنان.. إلي أين؟

مستقبل لبنان.. إلي أين؟
هذا الزمان
فاروق جويدة
لا أتصور أن يبقي لبنان بلا رئيس كل هذا الوقت.. كيف يحدث ذلك في لبنان أكثر الشعوب العربية تحضرا واستنارة.. كيف يحدث ذلك في واحدة من أهم مناطق الحريات في التاريخ العربي الحديث.. كيف يبقي لبنان بلا رئيس وفيه الاف من الاشخاص الذين يصلحون لملأ هذا الفراغ.. ان ما يحدث في لبنان الان كارثة بكل المقاييس.. انها كارثة في حق الشعب اللبناني بكل تاريخه ورصيده ودوره.. ان الشعب اللبناني كان دائما في مقدمة الصفوف وكان قادرا علي أن يصنع تجاربه السياسية خارج السياق العربي بكل مظاهر التسلط فيه.. كان لبنان شيئا مختلفا عن العرب جميعا وهو يقدم النموذج الأكمل في الحرية والحوار والرأي الاخر.. انها كارثة في حق زعماء لبنان بكل توجهاتهم السيايسة والدينية والوطنية.. كيف فشلت هذه النخبة حتي الان في الوصول إلي صيغة للحوار والقرار والمصالحة.. ان هذه النخبة تحمل تاريخا طويلا مع العمل السياسي فكيف توقفت بها المسيرة لتصل بلبنان الوطن والمستقبل إلي هذا الموقف الصعب في ظرف تاريخي غاية في السوء.
انها كارثة في حق لبنان التاريخ والحاضر والمستقبل.. كيف سمح الشعب اللبناني لأطراف دولية ان تفرض عليه وعلي زعمائه هذا الصمت المخيف.. كيف قبل اللبنانيون أن ينظر العالم إليهم مواسيا و متشفيا أو ساخطا علي احوالهم وعجزهم أمام مستقبل غامض وحاضر مؤلم.. عجز قادة لبنان في اختيار رئيس لهم ولم يشاركوا في قمة دمشق ويطوفون الان علي العواصم العربية يطلبون النصح هنا والمشورة من هناك رغم أنهم قادرون علي تجاوز خلافاتهم والوصول إلي بر الأمان.. ان في لبنان ايادي كثيرة تعبث بمستقبل هذا الوطن وكان ينبغي أن يخرج كل هؤلاء لأن هناك قوي عربية ودولية تصفي حساباتها علي الارض اللبنانية.. كان لبنان وطنا صغيرا في مساحته وتعداد شعبه ولكنه كان كبيرا بدوره وفكره وحرياته..
والان يقف لبنان عاجزا عن اختيار رئيس يحكمه وهذه مأساة حقيقية لأن دخول لبنان في هذه الدائرة المظلمة قد يدفع به دفعا إلي صراعات جربها وعاشها وعاني منها كثيرا.. والتاريخ مازال قريبا ومازال شاهدا علي أيام نتمني ألا تعود.. فهل يفيق النائمون في بيروت.