بين الإضراب.. وأحداث المحلة..فاروق جويدة

بين الإضراب.. وأحداث المحلة
هذا الزمان
فاروق جويدة

لا احد يعرف حتي الان هوية دعوة الاضراب التي اجتاحت مصر من خلال اجهزة التليفون المحمول واجهزة الكمبيوتر.. لا احد يعرف مصدر هذه الدعوة ومن الذي حددها وعلي اي اساس تم اختيار يوم الاضراب.. لم يعرف احد ما اسباب هذا الاضراب وعلي اي اساس قام.. هناك حلقة مفقودة في هذه الدعوة وهذا التوقيت رغم ان نسبة الاضراب في الشارع المصري كانت محدودة.. ان الغموض الذي احاط بهذه الدعوة يفتح الف باب للتساؤل.. لم تعلن الاحزاب السياسية ان لها دورا ما في هذا الاضراب.. وكذلك الاخوان المسلمون.. فمن الذي دعا له وهل هي دعوات من الداخل أم من الخارج.. ولماذا لم يفصح اصحاب الدعوة عن توجهاتهم واهدافهم من وراء هذا الاضراب.. يأتي بعد ذلك ما حدث في مدينة المحلة من عمليات التخريب التي دمرت اماكن كثيرة في المدينة.. ان المحلة لها وضع خاص بين كل المدن المصرية.. انها اول مدينة يحدث فيها التحام حقيقي بين الصناعة والزراعة..كانت اول تجمع صناعي يقام في مصر في قلب منطقة زراعية واستطاع هذا التجمع ان يجمع بين تقاليد المجتمع الزراعي ورؤي التطور الصناعي وقد نجحت المحلة في تقديم هذا النموذج في انتاجها وسكانها وتنوع الانشطة فيها..
ومنذ فترة وهناك مشاكل وازمات تخص مدينة المحلة ومصانعها وعمالها، فهل وقع الاختيار علي هذا النموذج بالذات ليحدث فيه ما حدث وكيف تتابعت الامور بهذه الصورة السريعة ووصلت الي هذه الدرجة من التوتر حتي احترقت اجزاء كثيرة في الشوارع الرئيسية..
ان الغموض الشديد حول الاضراب واهدافه والمحرضين عليه لا يمكن ان ينفصل عن احداث الشغب في المحلة وما اصابها من دمار ولهذا فإن القضية تحتاج الي دراسات امنية مكثفة لكشف هذا التوقيت الغريب بكل ما فيه من احداث سريعة بدأت ببعض الرسائل علي التليفون المحمول تدعو للاضراب ثم الاستجابة التي حدثت ثم احداث الشغب في المحلة وما جاء بعد ذلك كله.. لا يوجد مصدر واحد يمكن الرجوع اليه في كل هذه الاحداث.. شرارة انطلقت في صورة رسالة علي هاتف ثم احتراق مدينة.. وليس هناك دليل واحد.. الامر يحتاج الي تحليل ما؛ حتي نضع ايدينا علي نقطة البداية.