ميلانو.. كنوز الفن وسحر البحيرات
مدينة ميلانو
مدينة تقع شمال إيطاليا وعدد سكانها مليون و308 آلاف نسمة وهي ثاني أكبر مدن إيطاليا بعد العاصمة روما. تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد. كما أنها عاصمة إقليم لومبارديا أكبر أقاليم البلاد حيث يصل عدد سكانه لحوالي تسعة ملايين ونصف المليون. ومن أشهر المعالم التاريخية فيها الدوميو والذي يعتبر أحد أهم المباني في أوروبا وثالث أكبر كنيسة فيها.
وعلى الرغم من أن مدينة ميلانو لا تحظى بجمال روما وآثارها التاريخية أو فينيسيا وشوارعها المائية أو جزيرة سردينيا ببحرها الأزرق الخلاب، لكنها عاصمة الشمال بساحاتها العريقة مثل ساحة الدومو ودار أوبرا لاسكالا ومدنها الغنية القريبة من الحدود السويسرية مثل بيرجامو وبريشا ومانتوا المشهورة تاريخيا وبحيراتها الشاعرية الفريدة في جمالها مثل بحيرة كومو التي تبعد عن ميلانو 45 كيلومترا وبحيرتي جاردا وماجوري. لكن لا تجاريها أي مدينة ايطالية في نشاطها وحيويتها وروحها العصرية وشرائها للآثار الفنية.
ومن المعروف عن إيطاليا أنها تجمع ما بين عدة أعراق، فأهل ميلانو والمقاطعة المحيطة بها وهي مقاطعة لومبارديا أغنى مقاطعة إيطالية هم من أصل جرماني ومن قبائل المانية غزت شمال إيطاليا في القرن السادس الميلادي وكانت جزءا من الإمبراطورية الرومانية التي قضت على الرومان وحكمهم في روما. ويلاحظ الزائر أن هناك فرقا في التنظيم واحترام القانون وحركة السير والأداء بين ميلانو وروما، فميلانو تنتمي إلى شمال أوروبا وتشبه فيينا وموينخ نوعا ما بينما تنجذب روما إلى الجنوب وشمس البحر الأبيض المتوسط وشطارة أبنائه.
كنيسة الدومو بميلانو
وأشارت صحيفة الشرق الأوسط عبر موقعها الإلكتروني إلى أنه من أهم المشاهد التي لا يمكن أن تنسى عند زيارة ميلانو هو الوقوف أمام المبنى الضخم لكنيسة الدومو في وسط المدينة المعروفة بأسلوب البناء القوطي المتأثر بالنموذج الألماني والفرنسي.
ويقوم هذا الطراز على استخدام العقود المدببة التي أخذها الغرب عن العمارة الإيرانية الساسانية والإسلامية وعلى أساس لوحات الزجاج المعشق الملون والتماثيل البارزة على الجدران والأبراج خارج الكاتدرائية.
ويمكن للزائر أن يرى جبال الألب من سطح الكنيسة في يوم مشرق. بالقرب من هذا المكان يقع رواق فيتوريو ايمانويل بقبته الزجاجية وجدرانه المزخرفة وحوانيته التجارية الراقية وينطلق من الطرف الآخر إلى دار أوبرا لاسكالا إحدى أعظم دور الاوبرا في العالم عموما وفي إيطاليا على وجه الخصوص.
ومن أهم ما تتميز به مدينة ميلانو الإيطالية هي الملابس الفاخرة والتصميمات المبدعة والبضائع التي لن تجد مثلها الا في ميلانو والتي لا يمكنك مقاومة إغراء هذه المنتجات، وتكفي جولة في شارع مونتي نابوليون والشوارع المحيطة به لتقتنع بذلك وترى كافة العلامات التجارية المعروفة والخاصة للصفوة من الأثرياء.
وقد فازت ميلانو أغنى مدن إيطاليا في الشهر الماضي باختيارها عاصمة التصميم الحديث والمعارض في العالم، حيث سيقام فيها المعرض الدولي عام 2015 والذي يعد وريثا لأول معرض دولي أقيم في باريس للاحتفال بالذكرى المئوية للثورة الفرنسية حين بني برج ايفل عام 1889 في تلك المناسبة.
ميلانو
ويستمر المعرض لمدة ستة أشهر من أول مايو (أيار) الى آخر اكتوبر (تشرين الأول) وسيشتمل على سبعة آلاف حدث ونشاط تجاري وفني، والهدف هو بناء مدينة المستقبل، ولا شك أنها ستفاجئنا بإبداعاتها الشهيرة التي جعلت منها عاصمة التجارة والمال والثقافة الرفيعة المطلعة على أحدث الآراء والابتكارات في العالم وأحد مراكز الأزياء الدولية، كما انها مركز اوروبي أساسي للأعمال والبنوك، ففيها 400 بنك على الأقل.
و يشتهر الإيطاليون بعشقهم للأناقة وميلانو هي عنوان الذوق الإيطالي الفاخر، لذا فهي معقل مصممي الأزياء الكبار، وتتنوع الموضة العالمية كل موسم حسبما تجري الرياح وتتجه النزعات الجمالية الخلاقة في ميلانو.